مستشفى المنصورة الدولى واحد من أكبر مستشفيات محافظة الدقهلية وعليه يقع العبئ الأكبر فى استقبال حالات الطوارئ من مدن محافظة الدقهلية والمحافظات المجاورة خلال يومى الاثنين والأربعاء من كل أسبوع ، فضلا عن يومين آخرين لاستقبال الحالات الحرجة من المستشفيات ، بالإضافة لمسئولية المستشفى عن توزيع علاج الإنترفيرون على 8500 مريض بالالتهاب الكبدى الوبائى « c » أسبوعياً ، وعلاج أكثر من 200 مريض بالفشل الكلوى أسبوعياً . الدكتور مجدى العوادلى ، مدير المستشفى أكد أن تقديم الخدمة العلاجية بالصورة السابقة ، عمل صعب جداً ، لكنه ممكن طالما هناك رغبة حقيقية فى النجاح ، وأضاف: « الروتين الحكومى موجود ، ولو قيدنا أنفسنا به فلن ننجح ، لكن هناك إرادة للنجاح ، هى التى تدفع راغبى النجاح إليه » ، وضرب العوادلى مثلا بتعطل أحد الأجهزة الطبية بالمستشفى، مؤكدا أنه لو التزم بالطريق الرسمى الروتينى لإصلاح الجهاز، فلن ينجح فى ذلك قبل شهر على الأقل ، ولن يلام فى ذلك ، لكنه فى الواقع لا يستطيع أن ينام هو أو غيره من المسئولين بالمستشفى قبل إصلاح الجهاز، سواء بالتبرعات أو على نفقة العاملين بالمستشفى الشخصية، لأن الجميع يعلمون تماما أن هذا الجهاز يمكن أن يساوى حياة مريض .
وشدد العوادلى على أن الروتين الحكومى يكون فى أحيان كثيرة سبب مشاكل المستشفيات العامة، بعد أن يجد مسئولو المستشفى أنهم مقيدو الأيدى أمام التعقيدات الروتينية، وأكد العوادلى أن نجاح البعض فى الإفلات من فخ الروتين لا يعنى تقصير البعض الآخر، لأن لكل حالة «ظروفها الخاصة»، وأشار العوادلى إلى أن المشكلة الحقيقية تتعلق بالتمريض الذى يعانى مستشفى المنصورة الدولى من عجز كبير فيه، وأكد أن انتشار المستشفيات والمراكز الطبية بالمنصورة زاد الطلب على أطقم التمريض، لكن الأعداد الحالية لا تكفى، وأضاف أن هناك عجزا فى الأطباء أيضا فى بعض التخصصات الدقيقة، والعناية المركزة، وأكد العوادلى أن معادلة النجاح تكتمل بالتناسب بين القوة البشرية وحجم العمل، لتتحول جميع القوى البشرية بالمستشفى إلى قوة فعالة ومنتجة، بحسب تأكيده.
وشكا العوادلى من التمويل الحكومى للمستشفيات العامة، مؤكدا أنه لا يكفى فى كل الحالات لتقديم الخدمات الطبية للمرضى، بسبب تزايد أعدادهم باضطراد، فى نفس الوقت الذى يضاعف اهتمام مستشفى المنصورة الدولى بتقديم أعلى خدمة طبية ممكنة من مصروفات المستشفى، وهى المعادلة المختلة التى لا يمكن أن تستقيم دون مشاركة المجتمع المحلى فى تمويل المستشفيات بالتبرعات، سواء المادية أو العينية، وطالب العوادلى رجال الأعمال بمساعدة المستشفى بتبرعاتهم، لأن الخدمة الطبية مكلفة للغاية، كما وعاهم لتوجيه جزء من تبرعاتهم للمستشفيات، خاصة مستشفيات الطوارئ التى تقوم بدور كبير جدا لا يشعر به المواطن العادى .