لازالت معاناة سكان أرض عزيز عزت بإمبابة مستمرة مع وزارة الأوقاف لتصل إلي حد التصادم حماية لسكنهم ومستقبل أولادهم. وبعد قرارات من الوزارة بإخلاء المنازل فوراً بحجة تبعية الأرض لها، فوجئ أهالي أرض عزيز عزت بلجنة من 25 موظفا بالأوقاف توجهوا ترافقهم قوة الشرطة وقاموا بطرد سكان العقارات بلوك 66 وبلوك 67 و68 و69 و70، وجاء ذلك بعد إخلاء عشرات البلوكات الأخري، وتقوم حملة الأوقاف بطرد السكان في الشارع وتشميع الشقق بالشمع الأحمر. وسادت حالة من الغضب بين أرجاء المنطقة الشعبية بعد قرار الدكتور حمدي زقزوق وزير الأوقاف بطردهم وتسكينهم علي الأرصفة في الشوارع، وعلمنا أن سكان تلك العقارات يقيمون فيها منذ عشرات السنين غير أن وزارة الأوقاف تجاهلت ذلك وتجاهلت العقود الرسمية لتملك تلك المساكن وباعتها لسكان جدد مقابل مبلغ 66 ألف جنيه للوحدة السكنية!! ومن بين السكان المطرودين كان عم أمين المسن المريض بالشلل الكلي والفشل الكلوي والذي تم حمله بسريره وإلقاؤه في الشارع بأيدي موظفي وزارة الأوقاف وبرعاية الوزير حمدي زقزوق. والتقت الأنباء الدولية مع الحاجة سمية صابر أحد المتضررين فقالت إنها تملكت شقتها منذ ما يقرب من 20 عاماً وفوجئت بشخص آخر تملك شقتها مقابل مبلغ مالي سدده للوزارة، بعد أن عرضت عليها الوزارة شراء نفس الشقة مقابل 66 ألف جنيه بمعني أنها أصبحت مطالبة بشراء شقتها مرتين!! وفي حالة من الغضب العارم قال الحاج محمد المسيني أحد المطردوين أنه لم ير في حياته سرقة وبلطجة بهذا الشكل، وأنه إذا قام موظفو الأوقاف بتشميع شقته فسوف يكسر الشمع ويدخلها فهو لن يرضخ لأسلوب البلطجة الذي يتبعه هؤلاء ويطالبون الأهالي بشراء الشقة مرة أخري. من جانبها تقول وزارة الأوقاف إن أرض عزيز عزت هي أرض تابعة للأوقاف حيث قام الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بتخصيصها للوزارة لإنشاء «المساكن البيضاء» وهو مشروع سكني تم البدء فيه عام 1965، غير أن سكان تلك العقارات آنذاك قاموا ببيعها للسكان الحاليين، بمعني أن السكان الصادر بحقهم قرارات الطرد لم يقوموا بشراء الشقق من الوزارة بل من سكانها السابقين «من الباطن»، لذا فمن حق الوزارة أن تطالبهم بسداد مبلغ 66 ألف جنيه ثمناً للشقة علماً بأن هذا المبلغ عام 1965 كان مساوياً للأرض بأكملها!! ودفاعاً عن مسكن عبارة عن غرفة واحدة وصالة لكنه المأوي الوحيد من النوم علي الرصيف، نظم أهالي عزيز عزت مظاهرة حاشدة تضامن فيها 5000 أسرة مهددة بالطرد، وحاملين صوراً للسيدة سوزان مبارك وجمال مبارك أمين سياسات الحزب الوطني مطالبين بتدخلهما لإنقاذ تلك الأسر الفقيرة التي تنام في الشارع.