بقلم : شاهر نورالدين
سبحانك يارب .. لقد أدركت أن هذه الثورة المصرية البيضاء هديه منك لنا .. ونعم الهدايا .. يالله ماأرحمك .. فثورتنا أصبحت بفضلك فريدة فى كل شئ ، فى أسبابها وتداعياتها ونتائجها. لأنها أصبحت الثورة الأعظم فى التاريخ المعاصر .. إنها أعظم ثورة مصرية على الإطلاق، فهى أعظم من الثورة الفرنسية والثورة الإيرانية .. لماذا ؟ لأنها ثورة سلميَّة تماماً قامت على أكتاف الشعب وكانت وليدة اللحظة .. وليدة الظلم .. وليدة الإستبداد .. وليدة تجاهلنا لعدة عقود .. وليدة الضغط المعيشى ، فلم تكن تستند إلى مؤسسة حزبية أو دينية ، ولهذا كانت ثورة فريدة .. فهى ثورة بلا زعيم .. فالخمينى كان زعيم الثورة الإيرانية ويستند إلى مؤسسة دينية ذات أموال وميزانيات ورجال دين كبار وصغار وحوزة علمية ، وفلاديمير لينين كان زعيماً وقائداً للثورة البلشفية ولديه حزب سرّى وعلنى يعتمد عليه فى التحريض والدعاية وإدارة الثورة. أما الثورة الفرنسية كانت ثورة دموية حتى النخاع .. أما الثورة المصرية فكانت سلمية تماماً، بل هى رحلة الدماء والأرواح التى هزمت السيف .. فالذين قاموا بالثورة ومارسوها وشاركوا فيها لم يقوموا بأى أعمال عنف ، بل إنّ التخريب والترهيب والترويع والبلطجة والإعتداءات كانت من عناصر إمّا محسوبة على الشرطة .. أو محسوبة على الحزب الوطنى الحاكم. ثورتنا فريدة لأنها سبقت كل الأحزاب والقوى السياسية الموجودة على الساحة المصرية، وهى الأحزاب والقوى التى إمّا فشلت فى تحريك الشارع المصرى .. أو كانت عاجزة عن ذلك. ثورتنا فريدة لأنها لم تكن تمتلك شخصيات كاريزمية ولا حزباً علنيّاً أو سريّاً ، ولا مؤسسة تستند إليها، بل كانت تستند فقط إلى توفيق الله ثم جموع الشعب كله. ثورتنا فريدة .. لأن كل طبقات الشعب شاركت فيها .. الأغنياء الشرفاء .. والفقراء .. والطبقة المتوسطة .. والرجال والنساء حتى الأطفال .. بل كنت تجد أسراً كاملة تشارك فى الإعتصامات فى ميدان التحرير .. الرجل وزوجته وأطفاله .. حتى أنا ونجلتى أسرارطفله لم تتجاوز الأربعة أعوام يالا براءتها وهى تقول الشعب يريد إسقاط النظام .. حركت فى ضميرى الوطنية وحركتنى 360 درجه فياللعار عندما يحب أباها ديكتاتوراً أو نجله .. وأحمد الله أننى لم أنتمى يوماً لنظامه الفاسد .. وجدت نفسى أقول مع إبنتى .. الشعب يريد إسقاط النظام ، بل أحياناً كنت أرى فى بعض الشوارع والميادين أن الذى يقود التظاهرات ضد هذا النظام الفاسد أطفال ، فكنت أجد السيدة المنتقبة والمحجبة بجانب التى ترتدى أحدث الأزياء، ويتعاون الجميع ويقتسمون الرغيف وقطعة الجبن دون حساسية، وكذا الرجل الملتَحِى وغير الملتحى والفنان والعامل والرسام وعازف الموسيقى والفلاح والمثقف والأديب. ثورتنا فريدة .. لأنها تعرضت لأساليب شيطانية مضادة الإشاعات حول الأجندات الأجنبية ووجبات الطعام الفاخرة والتحويل بالدولار واليورو، وسقطت هذه الإتهامات فى الوحل .. على الرغم من إيمانى بأن هناك أيادٍ خفيه كانت تتابع وكانت بيننا ويُخطئ من يتصور عكس ذلك ولكنها ليست لها دور فى ثورتنا العظيمة .. وكذا التخويف على ثورتنا من سيطرة تيار سياسى معين مثل الإخوان المسلمين عليها.. وسقط هذا الإتهام أيضاً .. فلقد شارك فيها علماء الدين المسلمين .. وشارك فيها أساتذة جامعات وشخصيات علمانية .. شارك فيها المسلم والمسيحى. ثورتنا فريدة .. فى آثارها المتوقعة .. من حيث موقع مصر وأهميتها الإستراتيجية ذات الأثر على التوازن العالمى والإقليمى .. وهى فريدة فى كونها ستكون بداية لتحرّر كل الشرق الأوسط .. بل العالم العربى والإسلامى ، وسيكون لها آثارها على الكثير من الملفات الدولية والإقليمية. وهى فريدة .. لأنها فاجأت العالم وكل أجهزة المخابرات التى لم تتوقع أىً منها إندلاع تلك الثورة، فضلاً عن نجاحها. وأكثر من هذا أنها كانت مفاجأة حتى لمن فجّروها، والحمد لله رب العالمين