كتب : محمود ميرزا
كثيرون يحبون حسام حسن، والكثيرون يكرهونه، وإذا سالت هؤلاء أو أولئك لماذا؟ لن يجيبوا إلا من منطلق انتماءاتهم النادوية. يعني الأحمر سيكره حسام والأبيض سيحبه وبس. من غير أي سبب معقول! والكثيرون أيضا يصفون حسام حسن وأخيه بالتهور والاعتباطية وحتى الجنون، ويتهمونه بالغباء وعدم معرفة كيفية التعامل مع وسائل الإعلام المختلفة، وبالذات في وسائل الإعلام المصرية والتي هي في أغلبها حمراء اللون والقلب والرؤية. لكن لم يقم أحد من هؤلاء بدراسة أسباب تصرفات حسام وشقيقه. لماذا يهاجم حسام حسن وسائل الإعلام، لماذا يصب غضبه على جماهير الأهلي، لماذا يتخذ مواقف صارخة ضد اتحاد الكرة وحكام اتحاد الكرة. هل يتصرف هكذا من عقله وحده أم انه مجنون يكيل التهم جزافا كيفما اتفق؟ الكثيرون أيضا يهاجمون حسام حسن المدرب ويتهمونه بالفشل وعدم المعرفة والدراية وقلة الخبرة والكفاءة، والكثيرون يطالبون بإقالته من منصبه كمدير فني للقلعة البيضاء. بل وصل الأمر بالبعض إلى تاريخه الكروي كلاعب فصفوه بالفشل أيضا!!! وطبعا تتعالى هذه الأصوات عند كل خسارة حتى لو كانت ظالمة سببها عبقرية الحكام المصريين الذين أصبحوا مضرب المثل في الفساد وعدم المقدرة! ترى هل حسام حسن مدرب فاشل، هل حسام حسن مجنون أم هو عبقري وضع في بيئة ملوثة ومجبر على التعامل معها؟! الأرقام تتكلم أولا) حسام حسن اللاعب: يقول موقع الوكيبيديا (يعني مش كلامي أنا) أن حسام حسن هو أكثر اللاعبين تسجيلاً للأهداف مع المنتخب المصري برصيد 81 هدفاً، وهو بذلك صاحب أعلى سجل تهديفي دولي في القارة السمراء، والثالث في تاريخ اللعبة على مستوى العالم بعد علي دائي مهاجم إيران وبوشكاش لاعبب المجر. وهو ثاني أكثر لاعبي منتخب مصر والدول الأفريقية مشاركة في المباريات الدولية برصيد 170 مباراة وذلك بعد حذف عدد غير قليل من مباراياته من الفيفا، ويتصدر قائمة تشمل سبعة لاعبين سجلوا أكثر من 100 هدف في الدوري المصري برصيد 176 هدفاً. وأختير ضمن قائمة شملت أفضل 1000 لاعب شاركوا في بطولة كأس العالم على مر التاريخ وذلك بعد مشاركته الفعالة في كأس العالم 1990 بإيطاليا. عميد لاعبي العالم: في عام 2001 وقبل انطلاق مباراة مصر مع المنتخب السنغالي في تصفيات كأس العالم 2002، نزل جوزيف بلاتر رئيس الإتحاد الدولي لكرة القدم برفقة عيسى حياتو وميشيل بلاتيني إلى أرضية ملــعب استاد القاهرة الدولي وقلـد حســام حســن شارة عمـــيد لاعـبي العـالم وســط حـفـاوة هائـلة مــن زمــلاءه فــي المنتـخب ومــن لاعــبي المنتــخب السنغــالي. ثانيا) حسام حسن المدرب: قاد حسام حسن النادي المصري البورسعيدي في النصف الثاني من الدوري المصري موسم 2007/2008 حيث تمكن المصري بقيادة حسام من البقاء بالدوري المصري في ثماني مباريات بعد أن كان اقترب من الهبوط إلى الدرجة الثانية. وفي نوفمبر 2009 عين مديراً فنيا لنادي الزمالك بعد تدهور نتائج الفريق في ظل قيادة المدرب الفرنسي هنري ميشيل، وقد حقق العميد مع القلعة البيضاء إنجـازاً كبيراً حيث ارتفع ترتيب الزمالك في الدوري العام من المركز الرابع عشر في آخر أسابيع الدور الأول إلى المركز الثاني في نهاية الدوري. وفي موسم 2010/2011 أنهي العميد مع الزمالك الدور الأول على قمة الترتيب بفارق 6 نقاط عن أقرب منافسيه بعد التعادل سلبياً مع الغريم التقليدي النادي الأهلي . وما زال الزمالك بقيادة الكابتن حسام متسيدا للدوري المصري ويتوقع أن يفوز به إذا لم تتدخل عناية اتحاد زاهر وحكامه العجب. هذه هو حسام حسن اللاعب والمدرب، ليس مجنونا ولا معاقا ولا غير كفء،كما تروج وسائل الإعلام الحمراء، بل لاعب عبقري ومدرب ممتاز استطاع نقل الزمالك من حال إلى حال، لكن في ضل الفساد الذي يعم الكرة المصرية وانحياز الغالبية العظمى من مسؤولي الرياضة المصرية ابتداء من اتحاد الكرة وليس انتهاء بوكالات الإعلان “المشبوهة” وطبعا وسائل الإعلام التي تطبل وتزمر لمن يدفع أكثر سنجد أن العبقري يتحول إلى مجنون. ولمن يلوم الكابتن حسام على صوته العالي نقول: في ظل هكذا وضع فاسد ومفسد لن يبقى سوى الصوت العالي كي يحفظ الإنسان حقه ويدافع عنه ولو بالصوت فقط.