ارض الخوف …..(المقال عام )
الف عام قبل الميلاد اقصُّ لكم حكاية جزيرة اسمها ارض الخوف ….
المقال …………………..
صارت سنن الظلم والالم تسرى فى الضعفاء الفقراء.
عاش الاغنياء يتضاحكون على دموع الحزانى البؤساء .
يبنون قصورهم فوق تراب بيوتهم , ويرْتوون من الظّما على دماء عروقهم,
ويُطعمون بنسْج خيوطهم العنكبوتية على مصِّ اجسادهم .
يردوا الماء صفْوا فاذا تبقى منهم كدّروه.
يلتهموا الطعام فى نهم فاذا تبقى منهم افسدوه .
عاشوا معا,على قلب رجل واحد على الضعفاء, متشتتوا القلوب فيما بينهم بسلطان الشيطان, حتى استشرى الطغيان , فكثرت سدود القضبان , وتعالى الصراخ خلف الجدران , وقُيد الاحرار ,حتى وصل الصراخ تلو الصراخ عنان السماء.
.فلما اعتصم الفقراء , كانت كلمتهم اكثر صيحة وكلمتهم اشد تثبيتا, وتعالى بينهم صيحات الالم ممزوجا بانفجار النفوس التى عانت من الظلم حينا من الدهر .
فتولد من هذا المزج عزيمة احكمت قواهم فتوحدت وانطلقت كالبرق الخاطف .
اسرعوا متوحدين الى هؤلاء السفلة حتى تمكنوا منهم والباقى هرب حتى اجلوهم الى جزيرة جرداء الا قليلا من الطعام والماء.
.
وبنوا سدا فعزلوهم حتى يامنوا شرهم .
عاش الطغاة على الجزيرة باسهم بينهم شديد .
يقفز بعضهم على بعض.
لقد تصفحوا بحديد البأس , وتدرّعوا بدروع الغدر , وتزيّوا بلبس الحرباء , وسلكوا مسالك الثعالب فى المكر والدهاء .
لقد تربوا على خلق التوحش حتى صاروا يفحون كالافاعى , ويعون كالذئاب , ويقفزون كالثعالب , ويلدغون كالعقارب , حقا لقد عاشوا وحوشا من وحوش الغابات.
حتى انزل الله عليهم الرعود القواصف . وكثرت الرياح الصفر العواتى , وغاض الماء فى السواقى . وذبل الزرع وما عاد يخرج من الاراضى الحوامل, وترامت الجثث فى الطرقات, واظلمت عليهم السماء حتى اشتد فيهم غلُّ الارواح . فعمَّ الخوف فى كل ارض الجزيرة ومضى كل شئ فيها الى فناء . ولم يتبقى فيها الا الخوف ,
وامست ارضهم لا تحمل الا الخوف , فكانت ارض الخوف ..
ابراهيم امين مؤمن … تحياتى للجميع ………….
3-1-2017