شهد مجلس الشعب فى خلال جلساته على مدى الشهر الحالى برئاسة الدكتور أحمد فتحى سرور مناقشة 4 استجوابات من المعارضة موجهة ضد وزراء الإسكان والبيئة والصحة والتنمية المحلية والرى، ووجه النواب اتهامات للحكومة بتدمير صحة المواطنين من خلال زيادة تلوث مياه الشرب بالإضافة إلى تهالك شبكات الصرف الصحى مؤكداً أحد النواب أن 1200 مليون مواطن مازالوا يقضون حاجاتهم فى الخلاء.
وعلى غير المعتاد شهدت القاعة حضوراً مكثفاً لنواب الأغلبية فى مقدمتهم أمين تنظيم الحزب الوطنى أحمد عز الذى اهتم بإبعاد النواب عن الوزراء وخاصة وزير الصحة فى أول ظهور له بالمجلس بعد عودته من ألمانيا لمرافقة الرئيس فى علاجه، وخاصة النائبة جمالات رافع التى استغلت الفرصة وأحضرت كماً كبيراً من الأوراق وأخذت تعرضها على الوزير فى الجلسة فتدخل عز وطلب منها العودة لمكانها.
كما حاول أحمد عز مطالبة النائب عبد العزيز خلف إخفاض صوته قليلاً خلال عرضه لاستجوابه إلا أن النائب تجاهله واستمر فى العرض رافعاً صوته، فى المقابل تابع عز باهتمام النائب بهاء الدين سيد عطية خلال عرضه لاستجوابه لبلاغته اللغوية حتى أن عز جعل نواب الأغلبية يوافقون على إعطاء النائب بهاء الدين عطية خمس دقائق فوق الوقت المخصص له ليستكمل عرض استجوابه، فصفقت المعارضة، وقال الدكتور فتحى سرور معقباً على الموقف “روحك المرحة شجعت الأغلبية على أن نسمعك أكثر.. خاصة وأنه لا يجب إطلاق رصاص على طول الوقت”.
وخلال تصوير المصورين لوزير الإسكان أثناء حديثة مع أحمد عز طلب الدكتور سرور من المصورين العودة إلى الأماكن المخصصة لهم فى القاعة، فقال النائب محمد حسين ممسكاً بأحمد عز”هو ده السبب.. هما جايين علشان يصوروه” ثم قال لـ عز”أقعد مكانك بقى علشان المصورين يقفوا فى أماكنهم”.
سحب النائب عبد الحميد زغلول استجوابة خلال الجلسة بعد أن تم إزالة وسحب مياه الصرف الصحى التى كانت تغطى شوارع رشيد، وقال إن العمل الآن يتم يومياً وعلى مدار عشر ساعات وبالتالى لم يعد هناك مشكلة من الأساس.
قال النائب طاهر حزين فى استجوابه أمام المجلس اليوم إنه صدر قرار لوزير الإسكان رقم 86 لسنه 2002 بإسناد مشروع الصرف الصحى” وأعمال تخفيض المياه الجوفية فى المدينة إسنا لشركة المقاولين العرب، إلا أنه لم ينفذ حتى الآن وكانت النتيجة أن المياه الجوفية قد ارتفع منسوبها فى مدينة إسنا وسبع قرى تابعة لمجلس قروى النمسا وبلاد الحلة والحليلة شرق النيل كأثر بيئى سلبى من آثار بناء خزان إسنا الجديد، واختلطت المياه الجوفية بمياه الشرب والصرف.
وانتقد النائب تقاعس وزارات الإسكان والرى والبيئة والتنمية المحلية والصحة لمدة 16 عاماً ن التحوط للآثار الجانبية للخزان الجدى وعن العمل على إتمام مشروع نزع المياه الجوفية عن مدينة إسنا رغم توافر الاعتمادات اللازمة لذلك وكذلك تقاعسها عن اختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحى مما يهدد حياه المواطنين بالموت.
وإتهم النائب بهاء اللدين سيد عطية فى استجوابه الحكومة وعلى رأسها الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء من المنطلق، المسئولية التضامنية بمخالفة الدستور والقانون والإخلال بواجبها الوطنى من رعاية الشعب.
وقال عطية إن الحكومة فشلت فى وضع الخطط والسياسات والإستراتيجية فى حل مشكلة مياه الشرب والصرف الصحى فى مصر، مشيراً أن الحكومة تجاهلت هذا وهو ما يعد جرائم إبادة جماعية بهذا الشعب ومع ذلك لم يتحرك مسئول واحد لمحاسبتهم عن هذه الجرائم الخطيرة، ولانشغال نواب الأغلبية بالحديث مع بعضهم البعض قال عطية لهم”اسمعوا وعوا إننا فى مصيبة عمياء بسبب هذه الحكومة” وتابع هناك تقرير صادر من المجالس القومية المتخصصة التابعة لرئيس الجمهورية يؤكد أن قوانين حماية البيئة تواجه صعوبات كثيرة لإهمال العديد من الهيئات تطبيقها، كما أكد التقرير أن الوزارات المعنية لم تلتزم بالقانون بل وطالب بعض الوزراء من النائب العام حفظ البلاغات المحررة ضد القطاع العام بدعوى عدم وجود وسائل أخرى لصرف المخالفات” واستشهد النائب بوصف الدكتور سرور فى أحد حواراته المسئول الغير قادر على اتخاذ القرار بأنه قاصر، ووصف نهر النيل بأنه تحول إلى مقبرة بمخلفاته.
فيما اعتمد النائب عبد العزيز خلف فى استجوابه على تقرير جودت الملط الذى عرضه على المجلس أمس، وقال النائب إن الحكومة المتعاقبة للحزب الوطنى لم تتمكن من توفير صرف صحى للمواطنين، مشيراً إلى وجود العديد من البؤر للتلوث على مستوى المحافظات”.
وأضاف”أن هناك 12 مليون مواطن فى مصر مازالوا يقضون حاجاتهم فى الخلاء وأنه سبق وتقدم بمذكرة لوزير الإسكان بسبب توقف مشروعات الصرف الصحى بقرى الصعيد ولم يتم تنفيذ شيئ بسبب مديونية الحكومة لشركة المقاولون العرب بـ 150 مليون جنيه.
من جانبه بدأ وزير الإسكان المهندس أحمد المغربى رده على النواب مقدمى الاستجوابات متهكماً وقال للنائب عبد الحميد زغلول الذى سحب استجوابه”ملكش حق والله تسحب استجوابك” وتابع “ما سمعناه من الحالة المتردية لخدمات مياه الشرب والصرف الصحى لو كان صحيحاً فكيف مازال المواطن المصرى يعيش على وجة الأرض؟!\”.
وأضاف مستنكراً”أنا بدأت أشك فى إنى عايش وموجود.. ولكن هذا معتاد من المعارضة وأصبح شئ نفهمة جيداً” .
وأكد المغربى أن الدولة أعطت اهتماماً بالغاً لقطاع مياه الشرب ودعمت موازنة هذا القطاع بأكثر من 20 مليار جنيه إضافية تم الانتهاء من 1669 مشروعاً لمياه الشرب والصرف الصحى باستثمارات 50 مليار جنيه، وقال”هذه الأرقام لا يمكن التشكيك فيها واللى عايز يشكك يروح يخبط على حيطان المشروعات”.
وأضاف”خدمات مياه الشرب فى مصر الآن قربت لـ 100% للمواطنين وفى 2010 سيتم إضافة 3 مليون متر مكعب من المياه”، وأوضح المغربى أن وزارة الصحة تقوم بتحليل 7500 عينة أسبوعياً من المياه فى معاملها”.
وظل يعدد الوزير إنجازات الوزارة ثم أشار لنواب الحزب الوطنى قائلاً”هنيئاً لكم وللحزب الوطنى فالأرقام تكذب كلل هذه الإدعاءات.. هذا هو الفشل الذى نفخر به جميعاً.. ما أحلى الفشل وأرجو أن يستمر إذا كان تعريف الفشل هو إنجازات الحكومة، مشيراً إلى أن نصيب الفرد من المياه تضاعف 6 مرات، ثم صعد محمد نصر الدين علام وزير الرى ليرد على الاستجوابات وقال “سأكمل مسيرة المغربى فى المسيرة الفاشلة للحكومة التى نفتخر بها فى مصر”.
وأضاف”حكومة الحزب الوطنى لم تبخل على هذه المنطقة قاصداً إسنا لحل مشكلة ارتفاع منسوب المياه الجوفية.. وبعيداً عن الشعارات عندنا مشاكل كما لدى بقية دول العالم ونحن نحترم القانون ومن يعتدى عليه يتم معاقبته”.
وأكد علام أن الوزارة تزيل ما يقرب من 400 مخالفة شهرياً على النيل وقال”هذا يستحق الشكر وليس الهجوم ، مشيراً إلى أن الوزارة تتأكد من صرف المصانع خلال منتصف الليل”.