أعطني حريّتي أطلق يديَّ, إنّني في غزتي أشكو ويُشكى إليّ, فما بين الانتقاد والفصل والنقل تهافت الكل مُسرعاً مهلّلاً مصفقاً،لانضمام الصحفية عروبة عثمان إلى العمل داخل وكالة تابعة لحركة حماس، ليس حُباً لذاتها أو تشغيلها كَبقية الخريجين التائهين بدن عمل، بل لانضمام قلمها إلى وكالتهم الحزبية الحمساوية، فقبلت عرضهم وانضمت للعمل ضمن روح الفريق, فالشكر يصل لها ولقلمها، ومن المتعارف عليه أن وطنيّة عروبة يعلّمها كل مواطن و ناشط وإعلامي ومسئول، فمؤخراً كعادتها تُغرّد خارج السرب, فكتبت مقالاً يحمل عنواناً “عسكر غزّة خطباء في مساجدها, وانهالت الشتائم محاولين انتزاع الوطنية, فغرّدت على الفيس بوك “إن مسّهم قلمنا، جرّدونا من أخلاقنا ونزعوا عنا فلسطينيتنا”, فما هي إلا طفرة سلبية اتجاه الحريات والأقلام الحرة، وتأكيداً للمبدأ الإخواني “من ليس معنا فهو ضدنا”, والعمل على محاربة الحريات, وملاحقة الأقلام, واعدام حرية الرأي والتعبير في غزّة, فرغم كل محاولات التشهير والقذف بحق عثّمان إلا أنها فُصلت من عملها, وحُوّلَت للتحقيق على اثر ذلك المقال من قبل الداخلية للنائب العام.
عروبة عثمان ليست الأولى التي تُلاحق ويتم تحويلها للتحقيق, فقد طال الاعتقال نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين “تحسين الأسطل” على خلفية كتابته مقالاً حول شرطة حماس في غزة, كما وتغريمه مبلغاً من المال مقابل إطلاق سراحه, لكننا أصبحنا نعلم أن في وطننا وخاصةً في غزة, يحارَب المبدع والكاتب والناقد والاديب وكل صاحبة ملَكَة إبداعٍ ليس يدينُ للون الأخضر الذي أصبحنا نُعادي الربيع لأجله.
ليس الكاتب فقط يحارَب, بل المثقف والناشط والشاعر، فغزة تعيش حالة من اكتئاب الحرية, في ظل التعنّت الممنهج المخطط, تُجاه الأدباء والكتاب, وكم هي العثرات والعقبات الصناعية التي توجّه من قبل من يدّعون الوطنية، أليس المثقف أول من يقاوم وأخر من ينكسر، ألم نولد أحراراً, لكن لربما العكس في مجتمعنا المقاوم, فالكاتب والاديب يسري الغول نخبوي مثقف جاب العديد من البلدان قام بتمثيل فلسطين في العديد من المشاهد الثقافية العالمية، صاحب رسالة وقلم حر, وصاحب مبدأ، فمجرد انتقاد بسيط وإبداء رأي لصحيفة المونيتور بموضوع فصل وزارة الشباب عن الرياضة, ومطالبته بفصل الوزارات الثلاث لتعمل كُلاً منهما على حدا، ولقاء اقتراحه هذا, تعرّض للنقل من وزارة الثقافة الي وزارة التعليم, والكثير من المشاهد القاسية التي تُلاحق أقلام وأفواه وخطوات الروّاد الغير ملوّنين بالأخضر, ودمتم بعزّ.