ظهرت في الاعوام الثلاثة الأخيرة عشرات البرامج التي تقوم فكرتها علي اكتشاف الموهوبين من الشباب مثل ستار أكاديمي وسوبر ستار وسمعنا صوتك وستديو الفن وغيرها وإذا كانت هذه البرامج قد حققت الشهرة للبعض بالفعل إلا أنها لم تكن شهرة مجانية, وإنما دفع هؤلاء الشباب ثمنها.. بدءا من محمد عطية الذي فشل دراسيا بعد أن كان طالبا في كلية الاعلام, فضلا عن أنه فقد احترام الكثيرين من الشباب له بسبب مظهره الغريب والنيولوك غير المناسب الذي يلجأ إليه
رنيم قطيط أيضا الذي لم يفز في مسابقة سوبر ستار يتحدث عن خسائره قائلا: صحيح أنني حظيت بمشاهدة عالية جدا لم أكن أتخيلها ولا يحظي بها مطرب شهير فلقد ظهرت لشهور بالبرنامج ورغم انني كنت افضلهم بشهادة الاساتذة المتخصصين اعضاء لجنة التحكيم وكنت أصحح لزملائي المتسابقين المقامات الغنائية وغيرها لكنني لم أفز وخسارتي كانت في عام دراسي كامل ضاع مني كما أنني فسخت عقدا كنت قد وقعته مع شركة صوت القاهرة لانتاج ألبوم لي حتي أشترك في المسابقة.
أما زيزي.. آخر المشاركات في هذه البرامج فتحدثت قائلة: أختي الكبري أماني هي التي كانت ستشارك في المسابقة لكنها تراجعت وقررت ارتداء الحجاب واشتركت بدلا منها ولم أفز وكم كنت أحلم بشهرة محمد عطية الذي أصبح نجم الكليبات والافلام والبرامج وعنده فلوس وشهره وسيارة وتضيف قائلة: لقد تم استغلالي في هذه المسابقة أسوأ استغلال فلقد دفعت ثمنا غاليا للشهرة دون أن أحصل عليها
وكانت هناك أشياء كثيرة مؤلمة وخاصة كنت أريد أن أحكيها لأهلي ولكن مكالماتي كانت مسجلة وتذاع علي الهواء وكنت أتعرض لاهانات كثيرة, ومعاملة غيرلائقه أحيانا, ولم يكن بامكاني إلا أن اتحمل وأدوس علي كرامتي لكي أفوز في النهاية لكن هذا لم يحدث, ودفعت ثمن حبي للشهرة من أعصابي وكرامتي فضلا عن دراستي التي أهملتها لاركز في البرنامج
مسابقات ملكة جمالالمصري
مسابقات اختيار ملكات الجمال أيضا من المسابقات التي تجتذب بعض الباحثات عن الشهرة, خاصة إذا كانت الفتاة مستعدة لان تدفع ثمنها.. صحيح أن الفوز فيها يحقق لصاحبته نقلة مختلفة لتصبح نجمة مثل داليا البحيري أو أمينة شلباية أو غيرهما..
لكن ماذا عن الأخريات.. وما حجم الخسارة؟ هبه سامي لديها قصة ترويها قائلة: ضحيت بمهنتي كمضيفه طيران وحصلت علي اجازة لعام بدون راتب أثرت كثيرا في وضعي وترقيتي ومرتبي, ومارست تدريبات مكثفة ورجيما قاسيا لكي أخفض من وزني 7كيلو جرامات في أقل من شهر مما اصابني بضعف ومشاكل صحية أحاول أن أعالج منها حتي الآن كل هذا من أجل أن أشارك في مسابقة اختيار ملكة جمال مصر التي كانت كواليسها أيضا سيئة, علي الرغم أن ورقة الشروط الخاصة بالمسابقة كانت تنص علي أن تتولي تدريبنا سيدة.. إلا إن هذا لم يحدث وكان المدربون رجالا, ولهذا حدثت مشاكل كثيرة بيننا وبينهم واضطررت ايضا لدفع مبالغ كبيرة في شراء الملابس المطلوبة منا والتي معظمها كان مايوهات وشورتات وملابس قصيرة وضيقة وعارية مستحيل طبعا ان استخدمها في غير المسابقة.. انفقت أكثر من 4500 جنيه علي هذه الملابس وهذه خسارة ايضا.
وكنا نتدرب من الواحدة صباحا للفجر وهي مواعيد صعبة جدا وكانوا يتركوننا في ميدان لبنان لتذهب كل واحدة لبيتها مما كان يعرضنا لمئات المشاكل والمعاكسات.
التجربة كانت قاسية جدا من بدايتها للنهاية.
وتقول ناتلي إحدي المشاركات في المسابقة: اشتركت لأحصل علي بعض النقود التي احتاجها لظروف أسرية اضطررت ان اتعري لأكشف اجزاء من جسدي وأقدم استعراضات بالمايوه وتعلمنا رقصات وحركات لم أكن أتخيل ان أقوم بها امام شاشات وبرامج التليفزيون ولااري لها داعي في المسابقة.
والمسابقة كلها كانت مهازل وتجارة وبيزنس فلقد استغلوا صوري بملابس النوم التي وزعوها في اعلانات لشركة ملابس شهيرة دون الرجوع إلي, ودون أن يدفعوا لي أي مقابل.
مكاتب كليب
في مصر مكاتب لتأجير الموديلز الذين يشاركون في تصوير الكليبات بكل ما وصلت اليه من عري وابتذال.. هذه المكاتب تستغل أحيانا ولع الشباب والفتيات بالشهرة.. وتجبرهم علي أن يدفعوا ثمنا باهظا لهذا الهوس الذي يسيطر عليهم..
رانيا موديل اعلانات تقول: عمر الموديل قصير جدا ـ عامان فقط ـ بعدها يصبح محروقا ولا يطلب مطلقا وثمن شهرتي دفعته في تضحيتي بعملي في إحدي الشركات لان الاعلانات وتصوير الأغاني يحتاج لتفرغ فعشقي للأضواء والشهرة دفعني للتضحية بفرصة عمل ذهبية وخسرت أخي وعلاقتي به في توتر دائم نتيجة التأخير والعمل ليلا وهناك تنازلات أخري لن أستطيع الكلام عنها تحدث مع بعض الزميلات .. لكن المشكلة بالنسبة لي أنني حتي النهاية لم يتحقق حلمي بالعمل في التمثيل من خلال عملي كموديل اعلانات.
ويقول أشرف دويدار: بعت الكثير مما امتلكه لأنفق علي شكلي ومظهري فهذا هو رأس مالي والان عمري في المجال سبع سنوات ومرت علي أيام عانيت خلالها كثيرا ومرت علي أيام نمت فيها علي كنبة في مكتب علي الأرض لم يكن في جيبي جنيه واحد.. فالاعلانات والكليبات غير مربحة, فقد تعرضت لعمليات نصب كثيرة فالاتفاقات في هذا المجال شفاهية بدون عقود وهذا مايعني اننا نقوم بتصوير كليب أو عرض ازياء أحيانا يستمر لموسم كامل بشكل يومي ولا نتقاضي مليما واحدا وليس هناك ما يثبت ذلك وهذا حدث معي اكثر من مرة.. فقد كان كل حلمي أن أصبح ممثلا أو عارضا شهيرا لذلك ادفع من مالي وصحتي وعمري الكثير.
موديل بالحجاب
أثار ظهور الموديل المحجبة سارة في كليب المطرب هيثم سعيد ضجة كبيرة حول مدي قبول ظهور الحجاب في الأغاني وتقول: سارة أنا لست محجبة وبصراحة ارتديت الحجاب في هذا الكليب رغبة في التميز حتي تتحقق لي الشهرة أسرع وهو ما حدث بالفعل فأنا أعمل كموديل منذ عامين ولم يكن يعرفني أحد ولم أرشح لأدوار أوعمل مثل هذه الايام, معظم الجرائد والمجلات تتحدث عني وتجري استفتاءات وحوارات معي ومع الناس حول ظهوري كمحجبة في الفيديو كليب وهل الأمر حلال أم حرام؟ وهل يقبله المجتمع العربي الشرقي أم لا؟
ورش السيناريو
كتابة السيناريو مجال للشهرة والمكسب والنجاح لذلك يسعي الشباب الموهوب الي حد ما في الكتابة لتعلم كيف يكتب السيناريو الذي يباع بمبالغ كبيرة.
يقول محمد نور: التحقت بورشة لتعليم كتابة السيناريو ودفعت خمسة آلاف جنيه مقابل ان اتعلم معهم من خلال محاضرات نظرية وعلمية تستمر شهرين بعدها يوفر للأكفاء فرصة للكتابة ولطرح فكرتين يتم تحويلهما إلي أفلام .
وبالفعل الان اكتب سيناريو أحد الأفلام وسعيد جدا بالتجربة لان اسمي سيكتب علي التتر, صحيح أنه سيكتب ببنط اصغر من السيناريست الذي يدربنا ولن اتقاضي أجرا رغم انني سأكتبه من اوله لاخره والامر سيستغرق ستة أشهر الا انني اعتبر هذا خطوة في طريقي للشهرة.
ورش التمثيل
انتشرت بشكل كبير في الفترة الاخيرة ورش تعلم الشباب التمثيل مقابل مبالغ مالية ووعود بالعمل في أفلام.. يحكي أحمد سعد عن تجربته قائلا: اشتركت في إحدي هذه الورش واستمررت لثلاثة أشهر ودفعت الفي جنيه بعد عدة اختبارات لكن مع الاسف لم يكن المدرسون يحضرون ولم نتعلم أي شيء وضاع وقتي في نصب صريح ولم يكن هناك مقابل.
وتقول ماهي ممثلة شابة :تدربت في إحدي ورش التمثيل مقابل مبلغ مالي كبير ولم اتعلم شيئا مطلقا ولكن صاحب الورشة رشحني لاحدي المخرجات وذهبت لاختبار الكاميرا وكانت هناك عشر ممثلات مغمورات طلبت منا المخرجة امام الكاميرا ان نقوم بخلع كامل لملابسنا امام الجميع لتختبر مدي الحرية والابداع لدينا كما تتخيل وبالفعل حاولت كل واحدة ان تخلع اجزاء من ملابسها قدر حياء كل واحدة منا وكان موقفا مهينا وصعبا ورغم انني فعلت ما طلبته مني المخرجة إلا أنها لم تختر أي واحدة منا للدور.. فثمن الشهرة غال جدا ومع الاسف نحن ندفعه دون أن نحصل علي أي مقابل.
من حقك أن تحلم, ولكن بشرط أن تعرف إمكاناتك وقدراتك.. وأن يكون حلمك بمساحة خطواتك..هذه ليست مجرد نصيحة, لكنها خلاصة تجارب مر بها آخرون قبلك, جننتهم الشهرة, خطفتهم من حياتهم.. فلما أفاقوا اكتشفوا أنهم دفعوا ثمنا كبيرا.. ربما لا يتناسب أبدا مع العائد الضئيل الذي حصلواعليه..