ما هو الالتهاب الكبدى (سى) ؟!
هو التهاب فيروسى فى الكبد بسبب اصابتة بالفيروس الكبدى (سى) و قد تم التعرف علي الفيروس المسبب في عام 1989 و هو من نوع فيروسات ال RNA.
اكتشاف خصائص هذا الفيروس أدت إلى فهم دوره الأساسى فى التهاب الكبد بعد عمليات نقل الدم و فيروس الالتهاب الكبدي (سى) يعتبر سبب رئيسى لالتهاب الكبد الحاد وإمراض الكبد المزمنة بما فيها تليف الكبد وسرطان الكبد.
علي المستوى العالمي هناك حوالى 170 مليون شخص مصابون بالتهاب مزمن بالفيروس السينى . وحوالى 3 ألي 4 مليون شخص يصابون كل عام بهذا الالتهاب .
كيف يدمر الفيروس (سى) خلايا الكبد ؟
عندما يدخل الفيروس “سى” الخلايا الكبدية يقوم أولاً بإخراج الحمض النووى الخاص به فى هلام الخلية ويستخدم التركيب الجينى الخاص بالخلية لعمل نسخ منه مما يؤدى الى تدمير الخلية التى إحتلها, ثم ينطلق الجيل الجديد من الفيروسات ليهاجم خلايا أخرى.
دورة حياة الفيروس سى داخل الخلية الكبدية
ماذا يحدث بعد الإصابة بالفيروس (سى) ؟
بعد الإصابه بالفيروس يحدث إلتهاب كبدى يكون فى 15% من الحالات إلتهاباً حاداً و قد يستطيع الجسم التخلص منه تلقائياً ( وذلك فى حالة كون الجهاز المناعى للشخص المصاب يعمل بصورة جيدة و متوازنه) بدون أية عواقب على المدى البعيد. ولكن فى معظم الحالات (85%) يكون الإلتهاب مزمناً ولا يتخلص الجسم من الفيروس .
و قد يتفاقم الامر بحدوث التهاب كبدى مزمن نشط ويدمر الكبد ببطء على مدى سنين طويلة وبالتالى مع الوقت قد يؤدى هذا الإلتهاب المزمن الى تليف بالكبد و ارتفاع فى ضغط الدورة الدموية البابية و مضاعفاتها (مثل دوالى المرئ) و قد يتطور الامر و يحدث فشل كبدى، وفى بعض حالات تليف الكبد المتقدمة قد يحدث سرطان الكبد.
لماذا يسبب الفيروس (سى) الالتهاب الكبدى المزمن ؟
يتميز فيروس (سى) بالقدرة السريعة على التغير. هناك ستة أنواع جينية و تنقسم هذه الأنواع إلى أكثر من خمسين نوع. مما يفسر جزئياً عدم قدرة الجسم على القضاء على الفيروس وعدم توصل الأبحاث إلى تطعيم مضاد للفيروس حتى الآن. والأجسام المضادة المناعية التى يكونها الجسم عند وجود الفيروس والتى نستخدم وجودها كتحليل لوجود الفيروس لا تؤدى للتخلص من الفيروس، ولا تقاومه و الفيروس قادر فى أحيان كثيرة على خداع الجهاز المناعى و الهرب منة مما يتسبب فى استمرار تواجد الفيروس فى الجسم (فى الخلايا الكبدية و ايضا فى بعض انواع كرات الدم البيضاء) و الذى يعود للنشاط كل فترة مما يؤدى إلى إحداث التهاب مزمن و يؤدى أيضاً إلى حدوث المضاعفات.
ما مدى انتشار الاصابة بالفيروس (سى) ؟
يعد الفيروس سى من الامراض المنتشرة فى العالم و التى تستحوذ على اهتمام منظمة الصحة العالمية لمقاومة انتشار المرض وفى مصر يعانى كثيرون من الإصابة بفيروس سى، و يحدث فى بعضهم الالتهاب الكبدى المزمن سى مما يجعله من أكثر الأمراض انتشاراً.
كيف تنتقل عدوى فيروس (سى) ؟
*ينتقل فيروس (سى) غالبا عن طريق التعرض للدم أو بعض مكوناته في عمليات نقل الدم والإبر والآلات الحادة. ومصدر الدم المسبب للعدوى قد يكون النزيف من جرح أومن الأنف أو الدورة الشهرية أو الأدوات الشخصية مثل فرشاة الأسنان أو الأمواس أو الأدوات المستخدمة فى تجميل الأظافر.
*غالبا لا تنتقل عدوى فيروس سى بالعلاقة الجنسية، و إنما تزيد فرصة انتقال الفيروس جنسيا فى الذين لهم أكثر من شريك جنسى.
*نادرا ما ينتقل فيروس (سى) من الأم المصابة إلى الطفل حديث الولادة ولكن تزيد فرصة انتقاله إذا كانت الأم مصابة بمرض الإيدز فى نفس الوقت.
*لا تمثل الرضاعة وسيلة لانتقال فيروس (س) ولا ينتقل فيروس (سى) عن طريق الأحضان أو تقبيل الخدود أو المصافحة أو العطس أو الكحة أو المشاركة فى الأطباق أو الأكواب أو أى علاقة أخرى ليس فيها تعرض للدم .
*يصبح المصابون بفيروس (سى) معديين للآخرين بعد أسبوعين من إصابتهم بالفيروس.
الوسائل الأساسية التى ينتقل بها الفيروس
– نقل الدم أو بعض مكوناته
لم يكن يتم عمل اختبار لفيروس (سى) فى الدم المأخوذ من المتبرعين قبل عام 1993 فى مصر, كان المصابون بمرض الهيموفيليا (سيولة فى الدم بسبب نقص فى أحد عوامل التجلط) عرضة لانتقال فيروس (سى) عن طريق نقل عوامل التجلط فى الثمانينات.
– وخز الإبر
قد يتسبب وخز الإبر فى نقل فيروس (سى) و خاصة فى مجال الرعاية الصحية، ليس هناك بروتوكول علاجى لمنع انتقال فيروس (سى) بهذه الوسيلة. والأجسام المضادة التى تعطى بعد التعرض لوخز الإبرة من مريض لا تعطى وقاية للإصابة بفيروس (سى)، كل ما يمكن عمله هو المتابعة لمدة ثلاث شهور بعد التعرض لوخز الإبرة لضمان التشخيص المبكر والعلاج المبكر فى حالة حدوث العدوى، وهو ما يعطى احتمال شفاء يقارب من 100%.
– الوشم
قد ينتقل فيروس (سى) عن طريق الإبر المستخدمة فى الوشم عن طريق إهمال التعقيم اللازم للإبر قبل استعمالها. كما أن أى أداة ثاقبة للجلد يجب أن يتم تعقيمها التعقيم المناسب قبل إعادة استخدامها فى شخص آخر لأنها تمثل مصدرا من مصادر انتقال فيروس (سى). كما يجب عمل اختبار لمن قام بعمل وشم لتشخيص فيروس (سى).
– الغسيل الكلوى الدموى
بالرغم من أساليب منع العدوى فى مراكز الغسيل الكلوى فإن نسبة إصابة مرضى الغسيل الكلوى بعدوى فيروس (سى) أعلى نسبة فى الإصابة فى المجتمع ككل.معظم أسباب العدوى ناتجة عن نقل العدوى بواسطة العاملين والمرضى إذا لم يتم مراعاة قواعد التعقيم الصحيحة (مثل استعمال القفازات وتغييرها بين المريض والآخر) الا أن ماكينات الغسيل الكلوى قد تتسبب فى نقل العدوى من مريض إلى آخر إذا لم يتم تعقيمها التعقيم اللازم. ولذلك يجب عمل التحاليل اللازمة لتشخيص الالتهاب الكبدى الفيروسى (سى) بصفة دورية للمرضى الذين يحتاجون للغسيل الكلوى بانتظام .
– المناظير التشخيصية و العلاجية و أدوات أطباء الأسنان
قد تكون هذة الآلات من اسباب انتقال و انتشار الفيروس اذا ما لم يتم الاهتمام بالتعقيم المناسب قبل استخدامها بين المريض و الآخر, كما يجب على الطبيب التأكد من كون مريضه مصاب بالفبروس من عدمه.
– المخدرات التى تحقن بالوريد
استعمال المخدرات (أو أية أدوية أخرى) عن طريق الوريد بسرنجات مشتركة أحد أهم طرق انتقال عدوى فيروس (سى) ,و تعد هذه الوسيلة أخطر فى نقل عدوى الالتهاب الكبدى الفيروسى (سى) من نقل العدوى بفيروس الإيدز حيث أن احتمالات الإصابة بالالتهاب الكبدى الفيروسى (سى) تتراوح بين 60% و 80% فى مقابل 30% احتمالات الإصابة بفيروس الإيدز.
أعراض الالتهاب الكبدى سى
عادةً لا يشكو مرضى الالتهاب الكبدى سى من أعراض مميزة وعلى عكس الأنواع الأخرى من الالتهاب الكبدى, غالباً لا يؤدى الالتهاب الكبدى إلى حدوث صفراء بالدم. وعند ظهور أعراض تكون غير محددة و تكون فى صورة: إرهاق, آلام بالمعدة و طفح جلدى. ولأن الالتهاب الكبدى سى لا يحدث أعراضاً فقد لايعلم الكثير أنهم يعانون من المرض وقد يكون مصدر عدوى للآخرين. الطريقة الوحيدة لتشخيص الالتهاب الكبدى هو عمل تحليل دم .
تشخيص الالتهاب الكبدى سى
الفحوصات الأساسية لتشخيص المرض:
* تحليل الأجسام المضادة :
والتى تبحث عن وجود الأجسام المضادة لفيروس (سى)، وحاليا التحاليل التى تجرى فى معظم معامل التحاليل هى من الجيل الثالث للتحليل .
* تحليل الحامض النووى RNA لفيروس (سى):
و التى تبحث عن وجود أجزاء من الفيروس و الطريقة الأكثر شيوعا هى تحليل PCR.
* تحليل إنزيمات الكبد
تحليل إنزيمات الكبد (أوSGOT وٍSGPT، وتسمى أيضا ALT وAST)، بالدم يقيس مستوى هذه الإنزيمات الكبدية التى تنتج بكميات كبيرة فى حالة التهاب الكبد مثل حالات الالتهاب الكبدى الفيروسى (سى) وايضا فى حالات الالتهاب الكبدى الأخرى وحالات مرضية أخرى غير ناتجة عن مرض بالكبد. و تمثل هذه الإنزيمات مؤشرا أوليا لدرجة أو شدة الالتهاب الكبدى، وإن كانت ليست مؤشرا دقيقا. وفى كل الأحوال لا يرتبط مستوى هذه الإنزيمات بكفاءة الكبد أو مدى قيامه بعمله، حيث أن لذلك تحاليل أخرى (مثل الألبيومين وزمن البروثرومبين والصفراء و التى تعرف بوظائف الكبد).وعلى الجانب الآخر فإن مستوى هذه الإنزيمات فى الكثير من مرضى الالتهاب الكبدى الفيروسى (سى) يكون طبيعيا. وفى هذه الحالة يجب متابعة التحاليل كل ثلاثة الى ستة شهور للتيقن من استمرارها فى المستوى الطبيعى .
ما هى عينة الكبد فى مرضى فيروس (سى) و ما اهميتها ؟
عينة الكبد هى أخذ عينة صغيرة من النسيج الكبدى لا يتعدى طولها بضعة ملليميترات بواسطة ابرة مخصصة لذلك تحت تأثير مخدر موضعى وبعد الفحص بالموجات فوق الصوتية لتحديد الموضع المراد أخذ العينة منه، وبعد ذلك فحص العينة تحت الميكروسكوب. ويتم طلب عمل هذه العينة غالبا فى المرضى الذين يعانون من ارتفاع الأنزيمات الكبدية، وهى تعطى صورة مباشرة عن حالة الخلايا الكبدية ومدى تأثرها بالفيروس وإصابتها بالتليف. وغالبا ما تسهم نتائج العينة الكبدية فى تحديد مدى الحاجة و الاستفادة المتوقعة من علاج الفيروس.
هناك ستة أنواع مختلفة من الفيروس (مرقمة من 1 إلى 6). غالبية المرضى فى مصر مصابون بالنوع 4 وهو من أقل الانواع استجابة للعلاج ويساعد هذا التحليل فى تحديد العلاج المناسب للفيروس ومدته. وفى مصر غالبا لا يتم طلب هذا التحليل لندرة الاصابة بالأنواع الأخرى غير النوع 4.لا يتحكم النوع الجينى فى حدة المرض أو سرعة تطور المرض و لكن تختلف الاستجابة للعلاج بين الأنواع الجينية للفيروس .
الأنواع 2و 3 تستجيب جيدا للعلاج، وتصل احتمالات الشفاء بالعلاجات المتاحة حاليا الى أكثر من 80%، وهى الأنواع الموجودة فى غرب ووسط أوروبا. النوع الأول مقاوم للعلاجات المتاحة حاليا، و تصل احتمالات الشفاء فى النوع 1b الى 40%، وهو النوع الموجود فى الولايات المتحدة الأمريكية
كما أعلن الدكتور هانى هلال وزير التعليم العالى والدولة للبحث العلمى عن إعداد مشروع قومى على مستوى رفيع لمكافحة مرض فيروس سى بالتعاون مع الإتحاد الأوروبى.
وقال هانى هلال أمام لجنة التعليم والبحث العلمى بمجلس الشورى الثلاثاء إن مصر دولة رائدة فى مجالات البحث العلمى والتطوير فى العالم العربى حيث إننا نعتمد على تطوير المنظومة العلمية والتكنولوجية لتكوين قاعدة بيانات فاعلة لتحسين مجالات المعرفة والإرتقاء بالإبتكارات.
وحث على ضرورة دعم مصر فى مجالات البحث العلمى ..مشيرا إلى أن هناك خطة قومية تقوم على ستة محاور أساسية لإدارة العلاقات المباشرة للمشاركين فى الموارد البشرية والتحويل والتدريب قصير المدى للعلماء الناشئين بالمؤسسات العلمية من خلال دعوة العلماء البارزين لإلقاء محاضرات لتكوين مجموعات بحثية فى مجالات جديدة مع خلق آليات لتفاعل الكوادر العلمية داخل المؤسسات فضلا إلى أن هناك مخطط قومى لتأهيل الكوادر من خلال البعثات الداخلية والخارجية.
وطالبت اللجنة بفتح ملف البحث العلمى على أوسع نطاق وتحديد السياسة القومية والإستراتيجيات المناسبة للحاق بالركب العالمى بالإضافة إلى تنويع مصادر تمويل البحث العلمى والإستثمار فيه من خلال التركيز على القطاع الخاص والتنسيق بين كافة أجهزة مؤسسات البحث لتفادى الإزدواجية وتسويق البحث التطبيقى لحل مشكلات المجتمع .