ثورة جديدة ونصر مؤزر
لم تنجح انقلابات العسكر في العصر الحديث سواء في تركيا عندما انقلبوا على نجم الدين اربكان سرعان ما عاد الشعب و انتخب تلميذ أربكان وهو رجب طيب أردوغان , ولم ينجح انقلاب العسكر على نواز شريف في باكستان والآن نوازشريف يحكم باكستان , لم تنجح الخطة الأمريكية في فنزويلا لتنحية تشافيز فسرعان ما ثار الشعب لإعادة قائدهم المنتخب للحكم . هل تعود عقارب الزمان للخلف ؟ هكذا تصور السيسي , وبعد أن ظهرت الخطة و المؤامرة الأمريكية على مصر :
ـ بوضع اللغم أولا باحتياطي نقدي انخفض من 36 مليار دولارإلى 13 مليار وميزانية مسرفة في الظلم وضعت قبل تسليم السلطة للإخوان .
ـ ثم تعويقهم بمنع تقديم الخدمات بواسطة فلول النظام الفاسد ومن ثم يتذمر الشعب وعدم تفعيل القانون بواسطة قضاة مبارك وعدم تحقيق الأمن بواسطة الشرطة التي قتلت الشعب .
ـ وإعلام يضخم الأخطاء ويضلل بالأكاذيب الشعب الساذج الذي لم يجرب ديمقراطية وكان محرم عليه ممارسة السياسة .
ـ ثم الاستعانة ببعض شباب الشيوعيين والبلطجية لزيادة الإرباك و التعويق بمظاهرات العنف المستمرة وغيرها و غيرها من المعوقات والتشويه والافشال.
ومع ذلك وفي ظل هذا التعويق يبذل د/مرسي بعض الإنجاز الذي لم يتحقق منذ زمن على سبيل المثال زيادة مرتبات العاملين بالدولة وزيادة معاشات الضمان الاجتماعي وهم من الفئات الأضعف من 200ج إلى 400ج وتعيين حوالي نصف مليون موظف ممن كانوا يعملون بعقود مؤقته ومضاعفة مرتباتهم ومضاعفة مرتبات المعلمين وتحقيق اكتفاء ذاتي بنسبة 70% من القمح الذي ترتب عليه تحرير للإرادة الوطنية السياسية والبدء في مشروع تعمير سيناء وتأمينها وتنمية محورالقناة والبدء في استصلاح نصف مليون فدان وزاد الاحتياطي إلى16 مليار.
كل هذا تغاضى عنه إعلام فلول حرامية النظام السابق لتأتي لحظة الإطاحة بحكم الشعب وإرادته واستبداله بحكم العسكر وإرادة أمريكا وإسرائيل وتم حشد الأقباط والشيوعيين و الليبراليين وفلول النظام السابق ومن موظفي الإدارات المحلية الفاسدين وبعض الجهات الأمنية , وعند هذه اللحظة ينقلب السيسي على إرادة الجماهير التي تمثلت في خمس جولات انتخابية كانت كلها لصالح الإسلاميين ولكن السيسي يفضل إرادة أمريكا على إرادة الشعب وظهرت الخطة وجاء بعميل أمريكا البرادعي وعميل أمن الدولة حزب النور وعضو لجنة سياسات الحزب الوطني شيخ الأزهر ورأس الصليبية تاضرس الحاقدة على الإسلام لوضع خارطة طريق أخرى ,وانحاز السيسي للعالمانيين ليثبت أن العالمانيين لا يحكمون بلد مسلم أبدا إلا من فوق دبابة العسكر أو المحتل , ويعيد مصر إلى المربع ما قبل الصفر وإدخالها في طريق أعوج اعتدي فيها على إرادة الشعب.
الآن الشعب يثور لاستعادة إرادته بثورة جديدة بدأت في رابعة العدوية ثم ميدان النهضة ثم محافظات مصر وستستمر حتى تنتصر نصرا مؤزرا إنشاء الله وقد توافرت عناصر نجاح لم تكن تتوافر لثورة 25 يناير منها على سبيل المثال :
ـ هناك فئات كثيرة من الشعب المصري لم تشارك في ثورة يناير سوف تشارك في هذه الثورة مما يعطيها زخم ثورى أكبر من ثورة 25 يناير منهم الإسلاميين الذين غرر بهم مشايخ أمن الدولة والحكومة و حرموا عليهم التظاهر ضد الحاكم الظالم , ومنهم الذين كانوا معتقلين ظلما في سجون مبارك ومنهم من مارس ديمقراطية الانتخابات ولأول مرة يضع إرادته في صندوق الانتخابات بلا تزوير ولا تبديل فهذا لن يتراجع عن محو إرادته أو التعدي عليه بانقلاب السيسي .
ـ هناك فئات من الشعب المصري رأت الممارسة الديمقراطية للإسلاميين فلم يقصف قلم و لم تغلق قناة بينما السيسي يبدأ إنقلابه بإغلاق القنوات الإسلامية ويبقي على قنوات الأقباط المنتشرة على قمر النيل , هذا سيستفز الأحرار من المصريين الذين ثاروا من أجل حرية الرأي فضلا عن الإسلاميين الذين يستفزهم إغلاق القنوات الإسلامية.
ـ بروز شخصيات قبطية وتقديمها في المشهد السياسي وتفضيلها على الإسلاميين سيستفز كثير من المسلمين ضد السلطة العسكرية .
ـ هناك كثير من الأحرار والشرفاء الذين شاهدوا إدارة العسكر للفترة الإنتقالية والتي أدخلت البلاد في دوامة من الإنهيار والعنف وتراجع الاقتصاد وخرق القانون والتعدي على الأراضي الزراعية وتفشي ظاهرة البلطجة وغيرها من المساوئ لن يقبل بإدارة العسكر مرة أخرى للمشهد السياسي .
ـ لا شك أن نمو الوعي الشعبي بأهمية الممارسة الديمقراطية خاصة الثلاثون مليون الذين مارسوها فعلا قد زاد عما قبل ثورة يناير وهذا أيضا سيعطي زخما للثورة الجديدة .
ـ من مشاهداتي التي تؤكد أن فرص النجاح لهذه الثورة ستكون أكبر… أنه فور الإعلان عن الإنقلاب العسكري تداعى الثوارإلي ميدان رابعة العدوية بأعداد أكبر بكثير من الأيام التي سبقتها بالرغم من جو الإحباط الذي غيم على كثير من جماهير الشعب المصري وبأعداد أكبر بكثير من تلك التي بدأت بها ثورة 25 يناير التي بدأت في ميدان التحرير لكن هذه الثورة بدأت في ميدانين رابعة و النهضة و جميع محافظات مصر وفي يوم واحد .
ـ أن عدد الإسلاميين تضاعف في كثير من الأحزاب الإسلامية سواء في الإخوان أو حزب الوسط أو البناء و التنمية أو الأصالة والراية وقد تحول إلي هذه الأحزاب كثير من أعضاء حزب النور الذي يقوده عملاء أمن الدولة .
ـ هناك الكثير من الإسلاميين الذين أوذوا في عهد مبارك لن يقبلوا بعودة العالمانيين للحكم ولو بذل روحه مقابل الأمان الذي وجده في عام محمد مرسي .
ـ أن الثورة أصبح لها قائد وهذا يجذب الكثير ممن لا يستوعبون المبادئ والأفكار ولكن يستوعبون شرف الشخص ومواقفه ومعاملته و أراءه .
ـ الشعب يقارن ويميز بين من كان في التحرير30/6 ومؤيدي الشرعية وإرادة الشعب في رابعة و النهضة وسينحاز الشعب لمن هو أقرب لثقافته ودينه .
ـ وسائل الحصول على المعلومات الصحيحة والاتصال الآن أكثر بكثير مما قبل ثورة يناير وهذا يصب في مصلحة الثورة الإسلامية.
ـ عودة الفلول ورموز الفساد كالنائب العام مثلا وتصدرهم المشهد سيكون إضافة لزخم الثورة .
ـ الأغلبية مع الإسلاميين ودليلي عليها هو أنه .. لوكانت الأغلبية مع العالمانيين لما لجأوا إلى هذا الإنقلاب ولما تعدوا على المسار الديمقراطي وتهربوا منه , العالمانيين يعلمون هذا مسبقا من دراسات و إحصاءات علمية للرأي العام هذا فضلا عن خمس مرات يخوض فيها الشعب استفتاءات و انتخابات و تكون كلها لصالح الإسلاميين .
وأخيرا وهو أولا .. إنشاء الله لن يقبل الله تعالى أن يقف عبيده في معسكرين معسكر الحق و معسكر الباطل إلا وينصر أهل الحق ” بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ ” ولن تنجح إرادة المشركين أمام إرادة الله النافذة في قوله ” هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ”وهذا هو أملنا وما نتوكل عليه .