برنامج أمريكى لغسل عقول شباب مصر
تداول مراهقون على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” إعلانا لمنحة مقدمة من الولايات المتحدة الأمريكية للشباب المصري، في وقت تتزايد فيه الدعوات للتحقيق في تمويل جمعيات أهلية حصلت على معونات أجنبية طوال السنوات الماضية.
ومصر ليست هي البلد الوحيد المستفيد من المنحة التي تمولها مباشرة وزارة الخارجية الأمريكية، فهي مقدمة فقط للدول التي يعيش بها عدد مؤثر من السكان المسلمين، بحسب موقّعي المنحة ووزارة الخارجية الأمريكية على شبكة الإنترنت.
وتشترط المنحة التي تحمل اسم “كينيدي- لوجر” أن يكون عمر الطالب المتقدم بين 15 و19 عاما أو 17 عاما في بعض السنوات، وتقبل المنحة طلاب المدارس الأزهرية.
ويسافر الطالب المقبول في المنحة إلى الولايات المتحدة حيث يقيم الطالب أو الطالبة لعام دراسي كامل في منزل أسرة أمريكية مقابل إعفاء تلك الأسرة من نسبة من الضرائب عن كل شهر استضافة، ويحصل الطالب على مصروف جيب شهري يغطي نفقاته الضرورية من طعام وانتقالات وغير ذلك.
ويلتحق الطالب بإحدى المدارس في الولايات المتحدة ويخضع لتدريب بهدف تنمية المهارات القيادية لديه. لذا تشترط المنحة أن يكون المتقدم لها يتمتع بشخصية قيادية.
والهدف الثاني للمنحة هو تعزيز التبادل الثقافي بين الشباب المسلم والشباب الأمريكي والذي يشرحه موقع وزارة الخارجية الأمريكية قائلا: ينخرط الطلاب في نشاطات لتعريفهم بالمجتمع الأمريكي والقيم الأمريكية ويكتسبون مهارات القيادة ويسهمون في تعريف الأمريكيين ببلادهم وثقافاتهم.
وتقوم وزارة الخارجية بتمويل المنحة بل أن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون نفسها ألقت محاضرة في الوزارة أمام 280 طالبا من عدة بلدان إسلامية في 16 يونيو 2010.
ووفقا لموقع برنامج “كينيدي- لوجر” للتبادل الثقافي والدراسي للشباب، فقد تأسس البرنامج في أكتوبر عام 2002 إثر إهمال الدبلوماسية الأمريكية في بعض البلدان في العالم والذي ظهر جليا في أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001. وقد أدرك مكتب الشئون التعليمية والثقافية بوزارة الخارجية الأمريكية أهمية التبادل الشبابي كعنصر رئيسي في الالتزام المتجدد ببناء جسور بين مواطني الولايات المتحدة وبلدان من شتى أنحاء العالم خاصة تلك الدول التي بها عدد مؤثر من السكان المسلمين.
ويضيف موقع المنحة أن أول دفعة من الطلاب وطأت أرض الولايات المتحدة كانت من عدة دول أبرزها تونس ومصر واليمن وسوريا، ويشير الموقع إلى أن مصر من بين الدول التي يجري إرسال الطلاب الأمريكيين إليها.
وتقوم نحو 11 منظمة بدور الوسيط بين وزارة الخارجية الأمريكية وبين الطلاب المتقدمين تحت سمع وبصر الحكومات الإسلامية لاسيما أنه ليس هناك ما يبرر منع برامج تبادل ثقافي بين بلدين خاصة إن كان أحد هذين البلدين الولايات المتحدة.
ويحمل اسم البرنامج (المنحة) اسمي عضوين سابقين بارزين في مجلس الشيوخ الأمريكي أولهما السيناتور الراحل “تيد كينيدي”. وكينيدي لمن لا يعرفه هو أحد من دعموا نقل السفارة الإسرائيلية إلى القدس المحتلة في نوفمبر 1995، وهو من صوّت في مارس 1999 لصالح إقرار الغارات الجوية في كوسوفو وللسماح باستخدام كافة أشكال القوة الضرورية هناك في مايو من العام نفسه.
أما الاسم الثاني وهو سيناتور ولاية إنديانا “ريتشارد لوجر” الذي كان له الموقف نفسه تجاه كوسوفو. كما صوّت بالموافقة في أكتوبر 2002 على استخدام القوة العسكرية في العراق. وفي الشهر نفسه من عام 2003، دعم إنفاق 86 مليار دولار على العمليات العسكرية في كل من العراق وأفغانستان. ووافق أيضا على نشر قوات حفظ سلام أممية متعددة الجنسيات في دارفور وذلك في يوليو 2007.
وحول المنحة يقول “لوجر” إنه و”كينيدي” أدركا بعد الحادي عشر من سبتمبر أهمية العمل مع وزارة الخارجية الأمريكية على هذا البرنامج.
وقد شهدت السنوات القليلة الماضية حالات متعددة بين الطلاب الأفغان للهروب من الولايات المتحدة إلى كندا بعد إتمام الدراسة وهو ما تبعه إسقاط أفغانستان من قائمة الدول المستفيدة من المنحة في إجراء يثير الشبهات والمخاوف حول المطلوب من هؤلاء الشباب في المستقبل.
يزيد “ريتشارد لوجر” المخاوف بقوله تعليقا على أعمار الطلاب المستهدفين: طلاب الثانوية سريعو التعلم وسيستطيعون التأقلم وفق الظروف الجديدة وهم قادتنا في المستقبل.