” اليد الناعمة تستفزني لأقبلها, فللنعومة طرق غريبة للانسلال إلى شفتي بسرعة, بفعل جاذبية الحب “..
هكذا كان يفهمها بعد الموشح الطويل العريض التي قالته بخصوص تقبيل يدها, وكيفية تجرؤه على فعلته الدنيئة هذه ….
استعمل كل كلامه الجميل, وكل الحروف المنمقة, وكل خبرته. لكي يفهمها بأن الذي جرى أمراً طبيعياً جدا،ً ويحصل بين الحبيبين بشكل طبيعي وروتيني أيضاً. ولكن ” دق المي وهي مي ” ولم تفهم، بل على العكس بقيت مصرة على موقفها ورافضة لأي حوار بخصوص هذا الموضوع، ثم قالت له: يداي لي وشفتيك لك, ولا تقترب الثانيتين من الأولى, من دون كتاب أو عقد واضح …
فقال لها: ” حاضر ” وهو يتلعثم بالحروف….
لكنها لم ترضَ, ولم تقنعها كلمة جبره الخاطر ” حاضر ” مما زاد من حزنها, وتعربش الحزن على وجهها ولسانها, ففاحت منهم رائحة الغضب والحزن العميق…
هو,عاد إلى خبرته القديمة في المرضاة لم ترضَ. استعمل جميع الطرق التي يستطع فيها أن يزيل عن وجهها قناع الحزن والآسى ولم تفلح كلها. لم يبقَ أمامه سوى سلاحه الأخير والخطير نسبة للموقف الذي وضع نفسه فيه. فقال لها : ” بوس أيدك سامحيني وما عاد تزعلي ” …
فرفعت يدها قبالة وجهه وقال له : ” بووووس “.