كتب : خالد ناجح
يسيطر الحزب الوطنى الحاكم على مقدرات الحياة السياسية فى مصر منذ أن أسسه الرئيس الراحل أنور السادات 1978، فهل يمكن أن يكون هناك بديلاً له وما هو؟
البديل من وجهة نظر د.عمار على حسن الباحث والكاتب الصحفى يتمثل فى عدة خيارات الأول، وهو انزلاق البلد فى فوضى تتسبب فى انهيار النظام الحالى فى ظل غياب أى بديل وهذه الحالة هى التى يرجحها عمار، أما الخيار الثانى فهو إتاحة الفرصة للأحزاب الموجودة لتعزيز قدرتها على المنافسة ورفع الحاجز بينها وبين المواطنين بفعل ممارسات السلطة وقانون الطوارئ أو السماح للجماهير بأن تنشئ أحزابها.
لكن مجدى الدقاق عضو أمانة التثقيف بالحزب الوطنى يختلف معه مشيراً إلى أن الخروج عن الدستور والقانون ومن يحاولون إثارة الشارع غالباً يكون لديهم أجندات تخدم المصالح الأجنبية.
عمار استبعد خيار الثورة وقال إنه يتطلب وجود قيادة تتميز بأنها رمز سياسى يلتف حوله الجماهير أو قوة سياسية تطرح نفسها كبديل للوضع القائم وأعتقد أن هاتين الحالتين غائبتان فى مصر.
الدكتور عبد المنعم سعيد عضو أمانة السياسات بالحزب الحاكم يرى أن سيطرة الوطنى على الحياة السياسية فى مصر من الممكن أن يكون لها بديل على الأقل نظرياً لكن لن يأتى قريباً لأنه من وجهة نظر سعيد لابد أن تتوافر له شروط، منها ما يتعلق بقوانين الأحزاب وحرية الانتخابات وإجراءات تتعلق بالسياسات التى سيقدمها البديل ومدى اختلافها عن الأفكار والسياسات التى يطرحها الحزب الوطنى.
سعيد يؤكد أن منتقدى الحزب الوطنى يعتبرونه “وحشاً”، لكن لا أحد فيهم يقدم أطروحات بديلة وأفكاراً يلتف حولها الناس وتبهرهم بمدى جديتها وتحقيقها منافع لهم.
أبو العلا ماضى مؤسس حزب الوسط يتهم الحزب الوطنى بأنه يعطل وجود بدائل لأنه يحتكر السلطة، ويرى أن الحل فى حرية تداول السلطة وهذا يترتب عليه وجود حرية إطلاق الأحزاب وحرية الانتخابات .وقبل كل هذا لا أمل فى إزاحة الوطنى.
أبو العز الحريرى نائب رئيس حزب التجمع السابق ينفى وجود حياة حزبية فى مصر أصلاً، فلا يوجد مناخ ديمقراطى حقيقى، وكل الأحزاب الموجودة معطلة، أو أحزاب أخضعتها الحكومة وأصبحوا أقرب لها. فلا أحد فى القيادات الحزبية يتصور نفسه بديلاً للرئيس، الكلام للحريرى، أو يتخيل حزبه بديلاً للحزب الحاكم. والحل من وجهة نظر الحريرى فى انتخابات حرة ويكون لدينا قانون “أعمى النظر” قوى البصيرة ولا يفرق بين المواطنين تحت أى مسمى. وأشار الحريرى أن الموجود الآن هو مقاومة مجتمعية لسياسات أدت إلى التخلف والفقر والحرمان.
الحريرى نفى أن يكون الإخوان بديلاً للحزب الوطنى، فهم فى الإطار النظرى بديل رأسمالى يمينى موازى للنظام ولا يختلف عنه.
أما محسن راضى يقول البديل يتوقف على اختيار الشعب لأية فئة تمثله ونفى قدرتها على التغيير وحدها، حتى لو كانت هذه الفئة هى الإخوان.
مجدى الدقاق يعتبر المقارنة بين الإخوان والوطنى ظالمة وغير سياسية، فالأول حزب مدنى، والإخوان حركة دينية فاشية لها امتداد وفروع فى الخارج، كما أن لها ميليشياتها شبه العسكرية، والتعديلات الدستورية الأخيرة منعت قيام أى أحزاب على أساس دينى، لكن يبقى فى رأى الدقاق دور منظمات المجتمع المدنى والرهان على صناديق الانتخاب. وهو ما يؤيده أبو العلا ماضى، لأن البدائل الانقلابية الفوضوية فى رأيه مرفوضة إذا استخدمت العنف مؤيداً الطرق السلمية للتغيير.