بقلم : شاهرنورالدين
أنظر بربك ما ترى فى صورتى ؟
طفل أنا فهل أخيف جنود ؟
الواحد منهم رشاشه على كتفه
وخوذة ملعونة غطى بها رأسه
أأخيفهم وفى يدى قيود ؟
لن أرتبك …لن يرعبنى سلاحكم
فأنا طفل الحجارة .. ووالدي شهيد
نصرٌ لى أن يذلونى
ألهذه الدرجة أنا خطير؟
أيحسبون بأن لعبتى المفضلة التدمير؟
سحقاً لكم .. فأنا صغيرٌ قد حرمت طفولتى بعنفكم
وبطشكم .. وظلمكم .. وتهاون الزعماء لأعمالكم فينا
سحقاً .. فلا أحد يشعر بما نشعر بهِ
من كبت لطفولة بريئة وئدت
قبل أن تولد بداخلنا
طفل أنا وقد حرمت طفولتى
سحقاً لكم ما ذنبنا
أطفالكم يلهون فى ساحاتكم
بدمى نراها فى الأحلام
ألعابنا الجثث التى مُلئت بها بيوتنا
شرابنا غضبٌ عليكم أيها الحمقى..
قصة الشهيد تروى لنا قبل النوم
وفراق أحبابى جزء من الأحلام
والحسرة .. ودموع أمى نشيدنا
فى الصبح وعند غروب الشمس أتخافوننى ؟
أتخشون أن اغضب ؟
مما يخافون إذاً ؟
من أيد لا تعرف السلاح !
أيد سلاحها المتطور حجر من زقاق القرية
أخذته لأدافع به عن نفسى وعرضى
وعن أمى التى تبكى على أبى
قتلوه دون تردد !
أم من زئيرٌ فى داخلى ؟
أم يخشون أن نعيش حياتنا بسلام
أهذا ما يرضى به الحكام !
وكأننا شعب لا يستحق العيش
بل فرض علينا أن نموت على يديهم
يتسابقون بقتلنا وكأننا أضحية لأعيادهم !
السنا من البشر ؟
ألا نستحق أن نعيش ؟
أم قتلنا حكمُ القدر؟
وكأن الموت زائرٌ لكل بيت
يأتي ليترك حسرةٌ فى قلب كل واحدٌ منا
مما يخافون إذاً ؟
لا تعبثوا فينا لن ننسى ماضينا
لن ننسى شهدائنا
ولن نتنازل عن ذرة تراب من أراضينا
هل تعبثون بنار أوقدتموها
سحقا لكم ..هى محرقة لقلوبكم المتحجرة !
طفل أنا وأشتهى يوماً ألهوكبقية الأطفال
طفل أنا حملت من همى مالاً تحمله جبال
طفل أنا وقضيتى هى كل همى
وتركها كما تحبون هو المحال
وسأخرج الغضب الذى فى داخلى
فأنا لم أعرف الدلال
ربيت على استرجاع ارضى
يا ويلكم منى إذا كشرت عن أنيابى
يا ويلكم لن أنسى ما تفعلون بنا
ولن أنسى دم أبى وأحبابى
فاخشونى .. أخشونى .. أكثر
فأنا طفل لا لن يقهر
لن أرتبك .. لن يرعبنى سلاحكم
فأنا طفل الحجارة .. ووالدى شهيد
لا أعترف بالخوف .. ولا أفهم التهديد !!